استراتيجيات الإقناع
تكثر استراتيجيات الإقناع والاقتناع ؛ لوفرة ما يُطرح من آراءٍ تهدف إلى إقناع الآخرين بمحتواها ، أو أنها أفضل من غيرها ، وقد يكون مما هو معروف أن النقد الذي خُصِّص باستراتيجية مستقلة في المداخلات يصبح أحياناً أداة أو تكتيكاً في استراتيجيات الإقناع والاقتناع ، وهذا يدل على أهمية تلك الاستراتيجيات.
ولشرح عمل استراتيجيات الإقناع والاقتناع لابد من وقفة عند مصطلحي الإقناع والاقتناع و إيضاح الفرق بينهما ، وبيان علاقتهما بالخطاب والبلاغة ، تمهيداً لرصد آلياتهما الاستراتيجية .
الفرق بين الإقناع والاقتناع
فبعض المشتغلين بالشأن اللساني قد لا يهتم كثيراً به إلا من حيث ترتب الاقتناع على الإقناع ،( انظر : طه عبد الرحمن : في أصول الحوار وتجديد علم الكلام ، مرجع سابق ، ص 38 .) ولكن الخطابة الجديدة عند بيرلمان و تيتيكاه تفرّق بينهما ، بل تعتمد نظرية هذه الخطابة الجديدة في جزء كبير منها على أساس من التفريق بينهما ، وهذا مما يغني الجانب الاستراتيجي في استعمال الاقتناع بدلاً من الإقناع . فالاقتناع عند بيرلمان و تيتيكاه هو غاية الحجاج ، ويشدد المؤلفان على ارتباط الاقتناع بما هو عقليٌ أكثر من الإقناع الذي قد يرتبط بما هو ذاتي ، بل إنهما يقسمان الحجاج بحسب نوع الجمهور إلى نوعين : حجاج إقناعي ، وهو يرمي إلى إقناع الجمهور الخاص ، وحجاج اقتناعي ، وهو حجاج غايته أن يسلَّم به كل ذي عقل . وقد اهتم المؤلفان بالجمهور المتلقي شفاهياً أو كتابياً في طرحهما للحجاج كخطابة جديدة ، وبناء على هذا لم يحفلا كثيراً بالجدل الصوري ، الذي يتعلق بالآراء في عدم خصوصيتها . إذ إن تقنيات الحجاج لا تكاد تختلف في أساسها ، وهي توجد على أي مستوى سواء أكان مناقشة عائلية حول مائدة طعام أم كان مناظرة في مجال متخصص جداً(عبدالله صولة : الحجاج : أطره ومنطلقاته وتقنياته من خلال " مصنف في الحجاج _ الخطابة الجديدة لبرلمان وتيتكاه ، ضمن كتاب : : أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم ، مرجع سابق ، ص ص 300 – 306 .)
وطرق الاقناع اربعة هي :
1- التوجيه الإثباتي ... ومن شأنها ان تستخدم في أي حجاج .
2- التوجيه الإلزامي ... وصيغته اللغوية هي الأمر . لكن ليس لهذه الصيغة قوة إقناعية وذلك على عكس ما قد يعتقد ؛ إذ يستمد الأمر طاقته الإقناعية من شخص الآمر وليس من ذات الصيغة ، ولهذا يتحول الأمر إلى معنى الترجي حين لايكون الآمر مؤهلاً شرعياً لتوجيه الأمر .
3- التوجيه الاستفهامي ... وهي ذات قيمة خطابية جليلة إذ يفترض السؤال شيئاً تعلق به ذلك السؤال ويوحي بحصول إجماع على وجود ذلك الشئ .
كما أن اللجوء إلى الاستفهام قد يهدف أحياناً إلى حمل من وجه إليه الاستفهام على إبداء موافقته ...
4- التوجيه بالتمني ... ومداره على الصيغ المفيدة تمنياً ، وهذه الصيغ يستفاد م منها الاعتماد على فكرة ما أو رأي ما تقر بها المجموعة
تكثر استراتيجيات الإقناع والاقتناع ؛ لوفرة ما يُطرح من آراءٍ تهدف إلى إقناع الآخرين بمحتواها ، أو أنها أفضل من غيرها ، وقد يكون مما هو معروف أن النقد الذي خُصِّص باستراتيجية مستقلة في المداخلات يصبح أحياناً أداة أو تكتيكاً في استراتيجيات الإقناع والاقتناع ، وهذا يدل على أهمية تلك الاستراتيجيات.
ولشرح عمل استراتيجيات الإقناع والاقتناع لابد من وقفة عند مصطلحي الإقناع والاقتناع و إيضاح الفرق بينهما ، وبيان علاقتهما بالخطاب والبلاغة ، تمهيداً لرصد آلياتهما الاستراتيجية .
الفرق بين الإقناع والاقتناع
فبعض المشتغلين بالشأن اللساني قد لا يهتم كثيراً به إلا من حيث ترتب الاقتناع على الإقناع ،( انظر : طه عبد الرحمن : في أصول الحوار وتجديد علم الكلام ، مرجع سابق ، ص 38 .) ولكن الخطابة الجديدة عند بيرلمان و تيتيكاه تفرّق بينهما ، بل تعتمد نظرية هذه الخطابة الجديدة في جزء كبير منها على أساس من التفريق بينهما ، وهذا مما يغني الجانب الاستراتيجي في استعمال الاقتناع بدلاً من الإقناع . فالاقتناع عند بيرلمان و تيتيكاه هو غاية الحجاج ، ويشدد المؤلفان على ارتباط الاقتناع بما هو عقليٌ أكثر من الإقناع الذي قد يرتبط بما هو ذاتي ، بل إنهما يقسمان الحجاج بحسب نوع الجمهور إلى نوعين : حجاج إقناعي ، وهو يرمي إلى إقناع الجمهور الخاص ، وحجاج اقتناعي ، وهو حجاج غايته أن يسلَّم به كل ذي عقل . وقد اهتم المؤلفان بالجمهور المتلقي شفاهياً أو كتابياً في طرحهما للحجاج كخطابة جديدة ، وبناء على هذا لم يحفلا كثيراً بالجدل الصوري ، الذي يتعلق بالآراء في عدم خصوصيتها . إذ إن تقنيات الحجاج لا تكاد تختلف في أساسها ، وهي توجد على أي مستوى سواء أكان مناقشة عائلية حول مائدة طعام أم كان مناظرة في مجال متخصص جداً(عبدالله صولة : الحجاج : أطره ومنطلقاته وتقنياته من خلال " مصنف في الحجاج _ الخطابة الجديدة لبرلمان وتيتكاه ، ضمن كتاب : : أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم ، مرجع سابق ، ص ص 300 – 306 .)
وطرق الاقناع اربعة هي :
1- التوجيه الإثباتي ... ومن شأنها ان تستخدم في أي حجاج .
2- التوجيه الإلزامي ... وصيغته اللغوية هي الأمر . لكن ليس لهذه الصيغة قوة إقناعية وذلك على عكس ما قد يعتقد ؛ إذ يستمد الأمر طاقته الإقناعية من شخص الآمر وليس من ذات الصيغة ، ولهذا يتحول الأمر إلى معنى الترجي حين لايكون الآمر مؤهلاً شرعياً لتوجيه الأمر .
3- التوجيه الاستفهامي ... وهي ذات قيمة خطابية جليلة إذ يفترض السؤال شيئاً تعلق به ذلك السؤال ويوحي بحصول إجماع على وجود ذلك الشئ .
كما أن اللجوء إلى الاستفهام قد يهدف أحياناً إلى حمل من وجه إليه الاستفهام على إبداء موافقته ...
4- التوجيه بالتمني ... ومداره على الصيغ المفيدة تمنياً ، وهذه الصيغ يستفاد م منها الاعتماد على فكرة ما أو رأي ما تقر بها المجموعة
0 Comments :
Post a Comment