الرقية الشرعيّة في الشريعة
تأتي بمعنى ( "عوذته بالله" ، والاسم منه "الرقيا" ) ويقول
الشيخ محمد الألباني بأن "الرقى" هي قراءة الدّعوة من القرآن بهدف
الشّفاء و قد تكون كلمات من السّنة النبوية الشريفة و ليس ما يتداوله بعض الناس من
كلمات غير مفهومة وعبارات أشبه بالطّلاسم ، فإنها قد تكون من الكفر و الشرك .
وجاء معنى الرقية في الاصطلاح
بأنّها ما يشفى به المريض من الدعاء.
إذن في اللّغة و الشّرع معنى
الرقية يعني طلب الشّفاء للمريض بالدعاء من القرآن و السنة.
سؤال: هل يستطيع الراقي تشخيص مرض المريض بأنه مس أو غير ذلك؟
الجواب: معلوم أن الراقي الذي تتكرر عليه الأحوال، ويراجعه المصابون بالمس والسحر والعين، ويعالج كل مرض بما يناسبه؛ أنه مع كثرة الممارسة يعرف أنواع الأمراض النفسية أو أكثرها، وذلك بالعلامات التي تتجلى مع التجارب، فيعرف المصروع بتغير عينيه أو صفرة أو حمرة في جسده، أو نحو ذلك، ولا تحصل هذه المعرفة لكل القراء، وقد يدعي المعرفة ولا يوافق ذلك ما يقوله؛ لأنه يبني على الظن الغالب لا على اليقين، والله أعلم
فتوى الفتاوى الذهبية للشيخ الجبرين حفظه الله
وأحبّ أن أنوه على نقطة قبل عرض الأعراض : إن هذه الأعراض تتشابه مع الأمراض العضوية والنفسية وليست هي أعراض للمس فقط بل نسميها أعراض الأذية الروحية من مس وسحر وعين – فمناط الحكم فيما إذا تأذى الجآن من سماع القرآن الكريم مع وجود هذه الأعراض – فهنا نستطيع أن نقول أن هذه الأعراض هي بسبب المرض الروحي أما إذا سمع الإنسان كتاب الله تعالى وشعر بارتياح مع عدم التأثر بالزيادة والنقصان لهذه الأعراض فهنا نقول أن سبب هذه الأعراض ليست روحية وإنما يلجأ فيها للطبّ مع الاستشفاء بكتاب الله تعالى ،فالقرآن الكريم شفاء من الأمراض الروحية والعضوية – وإن شئت فاقرأ قول الله تعالى (( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً )) وليس مخصوصاً القرآن الكريم بشفاء الأمراض الروحية كما غلط في هذا الكثير
س : هل المؤمن يمرض نفسياً ؟ وما هو علاجه في الشرع ؟ علماً بأن الطبّ الحديث يُعالج هذه الأمراض بالأدوية العصرية فقط ؟
الجواب : لا شك أن الإنسان يصاب بالأمراض النفسية بالهمّ للمستقبل والحزن علىالماضي ، وتفعل الأمراض النفسية بالبدن أكثر مما تفعله الأمراض الحسية البدنية ، ودواء هذه الأمراض بالأمور الشرعية أي الرقية – أنجح من علاجها بالأدوية الحسية كما هو معروف
ومن أدويتها الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه : (( إنه ما من مؤمن يصيبه هم أو غمّ أو حزن فيقول : اللهمّ إني عبدك وابن أمتك ناصيتتي بيدك ماض في حكمك عدل فيّ قضاؤك أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي ، إلا فرج الله عنه )) فهذا من الأدوية الشرعية وكذلك أيضاً أن يقول الإنسان (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )) ومن أراد مزيداً من ذلك فليرجع إلى ما كتبه العلماء في باب الأذكار كالوابل الصيب لابن القيم – والكلم الطيب لشيخ الاسلام والذكار للنووي وكذلك زاد المعاد لابن القيم
لكن لما ضعف الإيمان ضعف قبول النفس للأدوية الشرعية ، وصار الناس الآن يعتمدون على الأدوية الحسية أكثر من عتمادهم على الأدوية الشرعية ، ولما كان الإيمان قوياً كانت الأدوية الشرعية مؤثرة تماماً بل إن تأثيرها أسرعمن تأثير الأدوية الحسية ، ولا يخفى علينا جميعاً قصة الرجل الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فنزلوا على قوم من العرب ، ولكن هؤلاء القوم الذين نزلوا لم يضيفوهم فشاء الله عزوجل أن لدغ سيد القوم – لدغته حية – فقال الصحابة لهم : لا نرقي على سيدكم إلا إذا أعطيتمونا كذا وكذا من الغنم ، فقالوا لا بأس ، فذهب أحد الصحابة يقرأ على هذا الذي لدغ وهكذا أثرت قراءة الفاتحة على هذا الرجل لأنها صدرت من قلب مملوء إيماناً فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن رجعوا إليه : (( وما يدريك أنها رقية ))
لكن في زماننا هذا ضعف الدين والإيمان ، وصار الناس يعتمدون عل ى الأمور الحسية الظاهرة وابتلوا فيها في الواقع . ولكن ظهر في مقابل هؤلاء القوم أهل شعوذة ولعب بعقول الناس ومقدراتهم وأموالهم يزعمون أنهم قراء بررة ولكنهم اكلة مال بالباطل ، والناس بين طرفي نقيض منهم من تطرف ولم ير للقراءة أثراً إطلاقاً ، ومنهم من تطرف ولعب بعقول الناس بالقراءة الكاذبة الخادعة ، ومنهم الوسط
فتوى للشيخ العثيمين رحمه الله في الفتاوى الذهبية للرقى الشرعية صفحة 92 – 93
0 Comments :
Post a Comment