المعتقدات
السحرية في المغرب
يزخـر تراثنا
الفلكلوري في المغرب الأقصى بعدد كبير من الخرافات والأساطير ذات الصلة الوثقى
بمجالات السحر, فالثابت ان الخرافة والفكر الخرافي هما من أهم المفاهيم التي تقوم
عليها العلية الغيبية، ويترابطان لذلك مع السحر على أكثر من مستوى.
في خاتمة هذه الرحلة مع أهم المعتقدات السحرية في المغرب الأقصى،
نعرض لبعض أشهر الخرافات والمعتقدات الخرافية الشائعة، مما لم تتح لنا الفرصة
لإثارته، خلال ما سبق من حلقات, ونقدمها فيما يلي من دون ترتيب.
حول الموت
ترتبط بالموت الكثير من المعتقدات المغربية، وهي تعد نتاجا طبيعيا
للغموض الذي يلف عوالم ما وراء الحياة، فلدى جميع شعوب الأرض معتقدات قد تتشابه أو
تختلف حول الموضوع، لكنها في المجمل تعد مجرد محاولات لفك ألغاز النهاية
البيولوجية للكائن البشري.
ومن أبرز المعتقدات الشائعة حول الموت لدى المغاربة نذكر:
في الفولكلور المغربي يأخذ الموت صورة امرأة - على نحو ما أسلفنا في
حلقة سابقة - ليس لها لا كبد (لا ترحم أبدا) ولا رئتين, وفي يوم البعث، حين تنهي
عملها المتمثل في قبض أرواح، سوف يكون مكان بعثها بين الجنة والنار,,, هناك سوف
تذبح مثل كبش، جزاء غريب لها على ما اقترفت في حق البشر.
قبل أن يموت الآدمي، بأربعين يوما يتم اشعاره بدنو أجله من قبل ملك الموت، لكنه لا يستطيع اخبار أهله.
وعندما تحين ساعة الوفاة، يرى المحتضر لوحده ملك الموت، والموت الشريرة نفسها، التي أتت لتقبض روحه بشراسة.
قبل أن يموت الآدمي، بأربعين يوما يتم اشعاره بدنو أجله من قبل ملك الموت، لكنه لا يستطيع اخبار أهله.
وعندما تحين ساعة الوفاة، يرى المحتضر لوحده ملك الموت، والموت الشريرة نفسها، التي أتت لتقبض روحه بشراسة.
عندما يموت الإنسان، فان ذلك لا يعني انقطاع صلته بالحياة الدنيا،
بعد الوفاة، تعود الروح لمدة ثلاثة أيام متتالية الى بيت المتوفى.
وبعد مرور أربعين يوما، تعود الى قبره, وبعد ذلك لا تعود الروح إلى
الأرض الا كل جمعة، الى قبر صاحبها ولأجل ذلك يزور المغاربة قبور ذويهم أيام
الجمعة حتى يرى المتوفون أن أحبابهم لم ينسوهم وما زالوا يتذكرونهم بالتصدق وتلاوة
القرآن.
والميت يمكن له ان يتتبع ما يجري بعد وفاته، وقد يأخذ للظهور شكل قط
أو حمامة، أو أي حيوان آخر.
إذا رأى الإنسان في المنام قريبا له ميتا وهو يرتدي أسمالا، فمعنى ذلك ام روحه تتعذب في الآخرة، واذا كلمه الميت في الحلم فمعنى ذلك أن أجله قريب.
إذا رأى الإنسان في المنام قريبا له ميتا وهو يرتدي أسمالا، فمعنى ذلك ام روحه تتعذب في الآخرة، واذا كلمه الميت في الحلم فمعنى ذلك أن أجله قريب.
وعلى الحالم في الصباح، ان يبادر إلى إقامة وليمة طقوسية «المعروف»،
يدعو إليها بعض حفظة القرآن ليرتلوا قليلا منه على مسامعه، وينتهي الحفل بتقديمه
الصدققة، هي عبارة عن وليمة يطعم فيها أقاربه والجيران، ويعتقد المغاربة ان ذلك
يوقف لعنة الموت عن الحالم بدنو أجله.
ثلث الناس الذين يموتون بسبب العين الشريرة
خرافيات
من حيث المبدأ، يمكن تصنيف المعتقدات الخرافية الذائعة بين المغاربة الى صنفين: صنف أول له طابع الخصوصية المحلية، وقد لا نجد له وجودا إلا في بعض المناطق الجزائرية القريبة من المغرب، ثم هناك صنف ثان من المعتقدات الخرافية له صفة العالمية، بحيث نجد لها أشباها في المانيا أو أميركا، أو لدى شعب آخر من شعوب الأرض المتخلفة أو المتقدمة.
من حيث المبدأ، يمكن تصنيف المعتقدات الخرافية الذائعة بين المغاربة الى صنفين: صنف أول له طابع الخصوصية المحلية، وقد لا نجد له وجودا إلا في بعض المناطق الجزائرية القريبة من المغرب، ثم هناك صنف ثان من المعتقدات الخرافية له صفة العالمية، بحيث نجد لها أشباها في المانيا أو أميركا، أو لدى شعب آخر من شعوب الأرض المتخلفة أو المتقدمة.
من أمثلة المعتقدات التي يتقاسم المغاربة غيرهم من الشعوب والأمم
الاعتقاد فيها، نذكر صفير داخل الأماكن المزهولة، الذي يعد في اعتقادهم استحضارا
سحريا ينتج عن القيام به داخل البيوت لجلب الخراب على أهلها، وبحسب بعض الأبحاث
الانتربولوجية الجادة، فان منشأ الاعتقاد العالمي في الصفير، يعود الى زمن السفن
الشراعية، عندما كان الملاحون يعتقدون انه يكفي ان يصفر أحدهم فوق السفينة التي
تقلهم كي يجلب اليهم - من حيث لا يدري ولا يقصد - إعصارا، أو عاصفة يغرقها،
ويغرقهم معها!
وهناك أيضا الاعتقاد العالمي في كون الدم «المغدور» الذي يدهر غدرا
لا يمكن ان يذهب سدى، ولا بد للقاتل ان ينكشف طال الزمن به أو قصر، فالدم يصرخ
دائما بالانتقام له,,, وهو ما يعبر عنه المغاربة بالقول ان الروح التي تم ازهاقها
غدرا تعود دائما الى مكان الجريمة، لتدل على المجرم.
ثم هناك أيضا الحرص الشديد الذي يبديه التاجر على بيع سلعته لأول
زبون يطرق بابه، وبأي ثمن، حتى لو اضطر الى تكبد خسارة في صفقة يومه الأولى, وفي
اعتقاده انه اذا ما عاكس إرادة زبونه الاول، فان ذلك نذير شؤم ينذره بيوم لا ربح
سيحققه خلاله، بحيث ستكسد تجارته.
بيد ان المعتقدات الخرافية ذات الطابع المحلي تبقى هي الأكثر عددا
بين المغاربة، ويبقى أغلبها بدون تفسير.
ويرتبط في الغالب بمعتقدات قديمة ضاعت أصولها الأولى، واصبحت مجرد
معتقدات خرافية بلا تفسيرواضح، ومنها مثلا نذكر:
إذا عوى الكلب، أو نعق البوم أو وقف الديك فوق ظهر الحصان، فان معنى
ذلك ان رب البيت سوف يموت قريبا, ولتفادي الشؤم الذي تنذر به أصوات أو حركات تلك
الحيوانات، ليس ثمة من سبيل أسهل من الاجهاز عليها.
أما إذا صر الطفل أسنانه أثناء النوم، فيقولون ان ذلك يعني بانه «سوف
يأكل والديه» والقصد طبعا انه سوف يفقدهما، ليصبح يتيما.
يخاف المغاربة كثيرا من أذى العين الشرشرة، وعندما يداعب أحدهم طفلا
في حضرة والديه، يقتضي الأدب أن لا يمتدحه بما هو جميله فيه، ولا أن يطيل النظر
إليه أو يتحدث عنه باعجاب، وان شاء ذلك، فعليه ان يتحدث عنه بنوع من التحايل،
وبعكس ما يقصد بكلامه,,, فيقول عنه مثلا «الخايب» (الذميم) لكي يفهم من حوله أنه
يقصد وصفه بالجميل و«الغبي» إن شاء وسمه بالذكاء,,, وهكذا.
المرأة
المرأة التي ترضع، ينبغي عليها ان تحاذر من سقوط قطرات من حليبها على
الأرض، فاذا حصل وشربها النمل، فإن ما سينتج عن ذلك هو جفاف ثدييها من الحليب، وان
حصل وارادت ان يعود حليبها غزيرا، يكون عليها ان تطبخ كسكسا مصنوعا من سميد القمح
وتخلطه بالسكروالحناء وقليل من الزيت,,, ثم تحمل الوجبة تلك الى غار النمل وتأخذ
معها بضع حبات من الشعير لتنثرها من حوله.
وهكذا، لمجرد وصول النمل الى الوجبة، يعود الحليب إلى ثديي المرأة
كسابق عهده,,, وكانت هذه الوصفة تنفذ من طرف من يرغب في جفاف ضروع بقرات غريم أو
عدو له، فيحصل على قليل من حليبها، ويرشه في غار للنمل, فاذا تناولت منه الحشرات
الصغيرة جفت ضروع البقرات.
إذا بكى الصبي (الرضيع) أثناء نومه، فتفسير ذلك ان الملائة تخبره
بمستقبل حسن، أما حين يبكي الطفل خلال نومه فيفسر ذلك على ان الملائكة تخبره بقرب
وفاة قريب من أكثر المقربين اليه، والده أو والدته.
الأواني الزجاجية أو الخزفية التي تتكسر تحمل معها «البلاء والبأس»، بمعنى كل الشرور المحدقة بصاحبها.
ولذلك اذا حدث وكسر زبون في مطعم أو مقهى آنية من أواني الاكل، فان صاحب المحل سوف يرفض بشدة أي تعويض قد يعرضه عليه الزبون، لانه في اعتقاده ان قبل التعويض يكون قد جلب علة «البلاء والبأس»، الذي خلصته منه الآنية المكسرة.
الأواني الزجاجية أو الخزفية التي تتكسر تحمل معها «البلاء والبأس»، بمعنى كل الشرور المحدقة بصاحبها.
ولذلك اذا حدث وكسر زبون في مطعم أو مقهى آنية من أواني الاكل، فان صاحب المحل سوف يرفض بشدة أي تعويض قد يعرضه عليه الزبون، لانه في اعتقاده ان قبل التعويض يكون قد جلب علة «البلاء والبأس»، الذي خلصته منه الآنية المكسرة.
من المعتقدات الخرافية لدى المغاربة ذوي الديانة اليهودية، انهم
يمارسون نفس التحايل بالكلمات الذي يمارسه المسلمون، لما يبدونه من تشاؤم من النطق
ببعض فيسمون في ليلة السبت البيضة «بنت الدجاج»، والفحم «التفاح»، اما المقص
فيسمونه «المعقول»، ويعتقد الواحد منهم اذا مرت من فوق جسمه عنكبوت - ليلة السبت
دائما - انه سوف يصبح ثريا!
اذا تنهد الانسان بعمق، تركبه المصائب, وكذلك يحصل لمن يولول (يصيح:
يا ويلي!)، فانه يجلب عليه النحس والمصائب، وإذا حدث وولول بعفوية، ينبغي عليه
الاسراع بالاستغفار، من أجل ابطال لعنة الويل.
العين.
العين.
اذا رفت العين اليمنى، فذلك فأل خير وقد يكون بشير خير ينبئ بقرب
سماع أخبار جيدة، وعل ىالعكس تماما، عندما ترف العين اليسرى فإن ذلك قد ينبئ بقرب
وقوع مصيبة لصاحب العين التي رفت.
الخف أو الحذاء المقلوب في المسجد شيء عادي جدا، عندما يتركه المصلي ويدخل للصلاة, لكنه حين يوضع باهمال في البيت فيكون مقلوبا، فان ذلك علامة من علامات الحظ العاثر لصاحبه، اذ بوقوعه في ذلك الوضع، يحمل الحذاء فألا سيئا لصاحبه.
الخف أو الحذاء المقلوب في المسجد شيء عادي جدا، عندما يتركه المصلي ويدخل للصلاة, لكنه حين يوضع باهمال في البيت فيكون مقلوبا، فان ذلك علامة من علامات الحظ العاثر لصاحبه، اذ بوقوعه في ذلك الوضع، يحمل الحذاء فألا سيئا لصاحبه.
عندما تنتهي المرأة (أو الرجل) من تسريح الشعر أو قطع الأظافر، فان
عليه ان ان يجمع بحرص بقايا شعرها من المشط وقلامة أظافرها وتتخلص منها في سرية,
فقد تمتد يد حاسدة أو حاقدة اليها فتصير وسيلة لالحاق الاذى بصاحبها، اذ رأينا ان
مبدأ السحر الاتصالي يقوم على انه من الممكن القيام بأعمال السحر الأسود المؤذية
بشخص ما، فقط من خلال استعمال جزء أو أجزاء من جسمه.
المرأة التي تفقد شعر رأسها بشكل غزير أو اسنانها (نتيجة فقدان الجسم
للكالسيوم بسبب الحمل المتكرر)، وحتى أظافر قدميها ويديها في بعض الحالات، تعتبر
ان الأمر مسلط عليها من غريمة لها تنوي افقادها حسنها، حتى تسوء خلقتها في نظر
الزوج فيتزوج غيرها، وهناك في السحر العلاجي الكثير من الوصفات التي «تعالج» هذا
المرض الذي ينجم عن عمل من أعمال السحر الاسود الانتقامي, ولا نجد داعيا للتفصيل
فيها.
عندما تحدث المشاكل بين الأزواج، وخصوصا حين تتكرر بشكل متواتر، تعتبر الزوجة ان الخصومات الزوجية اما من تدبيرر أهل الزوج أو جارة حاسدة، والحل الذي يكثر اللجوء إليه في مثل هذه المواقف هو الحل السحري والسهل، المتمثل في تبخير البيت بـ «الفاسوخ» الذي يلق روائح كريهة تبطل «العمل المعمول»,,, ويتركب الفاسوخ من عدة عناصر تختلف بحسب الوصفات، ومنها مثلا، رمي الخليط التالي في مجمر حامي: قليل من الحناء مع الخزامى وغبرة حبوب «الساكتة» وعظام التمر, فيحدث احتراقه تصاعد دخان خانق، تقوم المرأة بتبخير جميع أركان بيتها به، فـ «يبطل العمر السحري».
عندما تحدث المشاكل بين الأزواج، وخصوصا حين تتكرر بشكل متواتر، تعتبر الزوجة ان الخصومات الزوجية اما من تدبيرر أهل الزوج أو جارة حاسدة، والحل الذي يكثر اللجوء إليه في مثل هذه المواقف هو الحل السحري والسهل، المتمثل في تبخير البيت بـ «الفاسوخ» الذي يلق روائح كريهة تبطل «العمل المعمول»,,, ويتركب الفاسوخ من عدة عناصر تختلف بحسب الوصفات، ومنها مثلا، رمي الخليط التالي في مجمر حامي: قليل من الحناء مع الخزامى وغبرة حبوب «الساكتة» وعظام التمر, فيحدث احتراقه تصاعد دخان خانق، تقوم المرأة بتبخير جميع أركان بيتها به، فـ «يبطل العمر السحري».
المجانين
المجانين الممسوسون بلوثة في قواهم العقلية، عندما يكلمون أنفسهم،
فانهم يكلمون في الحقيقة بعض الجن, الحماق كما الحيوانات والاطفال الرضع، يمكن لهم
رؤية الجن ما داموا لن يحدثوا أحدا بأمره.
وعندما يضحك المجانين، فان ذلك ينتج عن دغدغة كائنات الخفاء لهم.
وعندما يضحك المجانين، فان ذلك ينتج عن دغدغة كائنات الخفاء لهم.
يمكن لبعض منابع الماء ان «تحل بها بركة» غامضة بين عشية وضحاها،
وهكذا يحدث بين وقت وآخر أن تتحول عين ماء أو بئر إلى مزار استشفائي يؤمه الآلاف
من الناس، بعد ذيوع إشاعة تتناقل في سرعة البرق عن «اكتشاف» خاصية علاجية لمائها,
وآخر ما حدث في هذا الشأن «اكتشاف» بئر بقرية سيدي اسماعيل (150 كلم جنوب الدار
البيضاء) خلال الخريف الأخير.
وبعد ان ذاع في كل أنحاء المغرب نبأ قدرة مياهه على علاج المصابين
بداء السكري، تحولت الضيعة التي يوجد بها البئر إلى محج يؤمه يوميا المئات من
الأشخاص، للتدافع من أجل الحصول على رشفة من الماء «المعجزة», وقامت السلطات التي
ارتابت في الأمر بتحليل ماء البئر في مختبرات مكتب الماء الصالح للشرب، فكانت
النتيجة انه غير صالح للشرب نظرا لملوحته الزائدة، ومضر لاحتوائه على بكتيريا
معدية.
والطريف ان السلطات اضطرت، أواخر شهر سبتمبر الأخير، الى استعمال
القوة لتنفيذ الأمر القاضي باغلاق البئر، بعد ان ابدى زوار البئر مقاومة شديدة
لقرار الاغلاق، ورأوا فيه مجرد «مناورة» حكومية لاستغلال مياهه تجاريا.
0 Comments :
Post a Comment