أهمية الغابات للإنسان والبيئة
وطرق حمايتها
الغابات هي “رئة الأرض الحقيقية” التي تتنفس بها أرضنا
وهي أحد أهم المصادر الطبيعية المتجددة التي تقوم بدورها الحيوي على أكمل وجه في
امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة الأخرى من الجو وإطلاق الأكسجين
النقي, وفلترة الهواء و ترسيب الغبار والأجزاء المعلقة الضارة و هي الأراضي
المشجرة ذات الجمال الطبيعي والتنوع الحيوي الغني وهي مكان للتنزه ومصدر لمواد
الإنشاء والبناء, ولكن للأسف فقد قام الإنسان عبر التاريخ بتدمير الغابات من خلال
إهمالها أو حرقها أو إزالتها لأغراض البناء أو الزراعة وغيرها من الأسباب.
تعتبر الغابات ذات أهمية كبيرة من الناحية البيئية,
والتي تتمثل في تأثيرها المفيد على المناخ، فوجود الغابات في منطقة يجعلها أكثر
اعتدالا في درجة الحرارة وأكثر رطوبة من المناطق الخالية من الغابات. كذلك تحتوي
الغابات على معظم الأصول الوراثية للنباتات، وتعتبر مركزا هاما للتنوع
الحيوي وموطنا لكثير من الحيوانات والطيور، كذلك تعمل على امتصاص كميات كبيرة من
الغازات والملوثات الهوائية المختلفة والضارة من الجو.
تقدر مساحة الغابات في العالم، وبحسب إحصائيات “منظمة
الأغذية والزراعة” (FAO) بحوالي 3454 مليون هكتار وتشغل حوالي 6،26% من مساحة
اليابسة. وتتوزع هذه المساحة بين البلدان المتقدمة، التي تمتلك ما مساحته 1493
مليون هكتارا، والبلدان النامية والتي تمتلك حوالي 1961 مليون هكتار، وبذلك توجد
النسبة الأكثر من الغابات في البلدان النامية 77،56%، أما الدول المتقدمة فنسبتها
23،43% . ولكن وللأسف الشديد فإن الغابات في العالم تتناقص بشكل كبيرعاما
بعد عام فقد أشارت ﻣﻨﻈﻤﺔﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ (FAO) إلى أن مساحة الغابات العالمية
تتقلص بمعدل (9 ) مليون هكتار سنوياً. ففي فترة التسعينات لوحدها فقدت أفريقيا
حوالى 3,7 مليون هكتار من الغابات , وفيما يلي نقوم بإلقاء الضوء وبشكل مختصر عن
أهمية الغابات في المحافظة على صحة الإنسان والبيئة:
أهمية الغابات في المحافظة على صحة الإنسان والبيئة:
لقد أوضحت الدراسات العلمية أن كيلو متر مربع واحد من
الغابة يطلق في اليوم الواحد حوالي عشرة أطنان من الأوكسجين، ويمكن لنا أن نتصور
مدى نقاء الهواء الجوي في مناطق الغابات حيث يطلق الكيلومتر المربع الواحد حوالي
3650 طنا من غاز الأكسجين في السنة الواحدة.
وبالإضافة إلى ميزة انخفاض درجات الحرارة في محيطها
الحيوي، الأمر الذي يعطي لعمل هذه الرئة الرائعة بعدا ثالثا فيزيائيا وحيويا، وهذا
البعد يجعل الغابات أكثر فاعلية بيئيا ويجعل ملايين السكان يتجهون إليها صيفا
وشتاء لاستنشاق الهواء النقي و البارد العليل.
دور الغابات في فلترة الهواء :
تمتاز الغابات بقدرتها الكبيرة على فلترة الهواء و ترسيب
الغبار والأجزاء المعلقة الضارة على أوراقها، فهكتار واحد من الغابة قادر
على ترسيب تسعة أطنان من الغبار مما يؤدي إلى خفض نسبة الغبار بحوالي(30 – 40%) في
جو الغابة. ويعود ذلك إلى كبر مساحة المسطح الورقي الذي يتراوح بين (
50 – 150) ألف متر مربع/هكتار. وأثبتت الأبحاث العلمية بأن غابات أشجار السرو
تقوم بترسيب حوالي 30 طن/هكتار في السنة من الغبار ، أما غابات الصنوبر
فإنها ترسب50 طن/هكتار في السنة.
زراعة وحماية الغابات واجب الجميع:
إن مهمتنا جميعا هي زراعة الأشجار و الغابات وإعادة
دورها الكبير من جديد وهذا يتطلب مساندة جميع الجهات الحكومية والأهلية في
عمليات الزراعة والعناية بها والمحافظة عليها وحمايتها من الاحتطاب والحرائق
وإبعاد المصانع والمباني السكنية من اقتحامها.. وهذا ما يتطلب البحث عن الأراضي
الكافية لإستزراع الغابات وجمع الأموال اللازمة وحشد طاقات المواطنين و المؤسسات
التنموية المختلفة لإنجاح هذا العمل، وتعبئة كافة الجهود العامة والخاصة للمشاركة
في تنمية ” التقنية الخضراء”؛ لأن الأمر واقع في مأزق خطير خاصة بعد فشل مساعي
العديد من المؤتمرات التي بحثت في تغير المناخ العالمي ، فالشواهد توحي أن
معدل إزالة الغابات يتسارع وسوف تزداد كميات الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون
وأكاسيد النتروجين وثاني أكسيد الكبريت وهذا ما يسبب بمشاكل صحية خطيرة للإنسان
والبيئة وكافة أشكال الحياة , وسوف تتفاقم ظاهرة الإحتباس الحراري، وما ينتج عنها
من قلة الأمطار، وتراجع الموارد المائية، وانحسار الأراضي الزراعية في مناطق
وزيادة الفيضانات في مناطق أخرى.
الإجراءات والقرارات الخاصة بحماية و صون الغابات:
· إصدار التشريعات الدولية والمحلية الملزمة والرامية إلى
حماية الغابات.
· إصدار التشريعات والإجراءات الرامية إلى حماية أنواع
أوأصناف نباتية خاصة داخل الغابات من الإستغلال المفرط.
· الإجراءات الرامية إلى حفظ الأنواع النباتية المهددة
بالإنقراض والموجودة في الغابات وذلك خارج بيئتها الطبيعية وذلك في المحميات أو
الحدائق النباتية أو في بنوك الجينات.
0 Comments :
Post a Comment