الاخطار التي تهدد
موارد المياه بالمغرب
الجفاف
يعرف المغرب بين الفينة
والأخرى تعاقب فترات من الجفاف حيث تتميز بقلة الأمطار أو انعدامها وخصوصا في
المناطق الشرقية والجنوبية وبعض الأحيان في أغلب أراضي البلاد كسنوات 1944-1945 و
1980-1985 و 1991-1995 و 1998-2002[21] التي اتسمت بزحف التصحر والجفاف الحاد
والتي تتراوح فيها نسبة العجز المائي في الأحواض أحيانا بين 82 و 97%
التصحر
يواجه المغرب أيضا مشكل
التصحر حيث يفقد 31 هكتار من غاباته في السنة ولا يطال هذا المشكل فقط المناطق
الجنوبية بل حتى الشمالية حيث فقدت غابة معمورة أكثر من نصف مساحتها منذ 1920
وخصوصا في الفترة من 1951 (مائة ألف هكتار) حتى 1992 (ستين ألف هكتار). أما في
الجنوب كما هو معروف، فقد زحفت الرمال على 280 ألف هكتار لتصل إلى واحتي درعة وزيز
وأصبح 1500 نوع من النباتات مهددا بالانقراض أغلبها من النباتات التي لا توجد إلا
في المغرب.[48] ومن أهم أسباب التصحر تناقص موارد الماء بفعل التغيرات المناخية
بوتيرة 7% منذ 1992 والاستخراج العشوائي لهذه المادة الحيوية اللازمة لتطور الغطاء
النباتي وكذا الرعي الجائر وحث التربة الناجم عن التقنيات الفلاحية غير الملائمة
لتربة المنحدرات وازدياد ملحية التربة واستنزاف الغابات. كل هذه الأسباب زادت من
وتيرة التصحر حتى 30000 هكتار في السنة وأغلبها من أراضي الغابات
إطماء السدود
تواجه جميع الأحواض
التي تقع بها سدود ظاهرة حث التربة بالمياه والتي تحدث بسبب طبيعة التربة والغطاء
النباتي وشدة التساقطات وتزداد بفعل النشاط البشري. تتراكم التربة التي تقتلع في
قعر السدود فتقلص من الطاقة الاستيعابية بها وهذا ما يفسر نسبة التقلص الحالية 5%
من الطاقة الكلية أي ما يعادل 65 مليون متر3 سنويا. من ال 17.5 مليار متر3 (الطاقة
الكلية) مليون متر3 بها طمي. فعلى سبيل المثال، كانت طاقة سد محمد الخامس -الذي
بدأ الخدمة في 1967- 730 مليون متر3 موجهة لري 77000 هكتار وتزويد الماء الصالح
للشرب وتوجيه الفياضانات فقد أكثر من نصف طاقته وتقلصت مساحة الأراضي المسقية وما
زاد الطين بلة سنوات الجفاف والخطر الأكبر يكمن في تقلص القدرة على توجيه وحصر
الفياضانات.[] من الصعب إيجاد حلول لهذا المشكل لأن من أسبابه النشاط البشري
ويتجلى في بعض المناطق في نشاطات العائلات الفقيرة التي تعيش عليها.
التلوث
تواجه جودة المياه
السطحية والباطنية تدهورا ملحوظا وأهم مسبباته هي:
التخلص من مياه الصرف
الصحي لأكثر من 26 مليون نسمة دون تنقيته (180 مليون متر3 من مياه الصرف تلقى في
المجاري المائية أو على التربة).
التخلص من المياه
العادمة الصناعية دون تنقية في المجاري المائية.
يبلغ الإنتاج السنوي
للمخلفات المنزلية والصناعية 4700000 طن والجزء الأكبر منها يلقى في مقالب قرب
حواف المجاري المائية في مناطق الموارد المائية فيها ضعيفة وتتأثر بشكل دائم.
رشح الأسمدة والمبيدات
المستعملة في الزراعة.
حوادث تسرب الملوثات
وخصوصا حوادث السير حيث سجل منذ 1987 أكثر من 25 حادث كبير لناقلات الهيدروكربونات.
الاستنزاف
يتم استنزاف الموارد
المائية في أغلب الفرشات الباطنية المعروفة ويرجع السبب في ذلك لتطور الزراعة
المائية التي بسبب سنوات الجفاف المتتالية تم اللجوء فيها إلى الفرشات الباطنية في
الخمسة عشر سنة السابقة ويلاحظ تناقص عام في مستويات الكهرباء الانضغاطية في الفرشات
يقدر في فرشة سايس ب 60 متر في العشرين سنة الماضية. يمكن أن يتسبب الاستنزاف،
الملاحظ منذ السبعينات، في تناقص الموارد المائية ونضوب العيون وتدني جودة المياه
بسبب تسرب مياه البحر ويؤثر على المستوى الاقتصادي لتلك المناطق (سوس ماسة وسايس
وتمارة والحوز والأحواض الأطلسية الجنوبية) ويمكن أن يؤدي ذلك إلى كارثة جيولوجية
وزحف التصحر.
كيفية حماية الموارد المائية في المغرب
الماء في القانون
ينظم القانون رقم
95-10، الذي جاء في الظهير الشريف رقم 1.95.154 الصادر في 18 من ربيع الأول 1416
(16 أغسطس 1995 استعمال الماء وفي ما يلي أسباب صدور القانون:
«يعتبر الماء موردا طبيعيا أساسيا للحياة
ومادة ضرورية يرتكز عليها الجزء الأكبر من الأنشطة الاقتصادية للإنسان، كما أنه
مورد نادر يتميز توفره بعدم الانتظام في الزمان والمكان، وهو أخيرا شديد التأثر
بالانعكاسات السلبية للأنشطة البشرية. إن ضروريات التنمية الاقتصادية والاجتماعية
تفرض اللجوء إلى تهيئة الماء لتلبية حاجيات السكان التي تعرف تزايدا مستمرا.
وغالبا ما تكون هذه الحاجيات متنافسة، بل وحتى متناقضة، الأمر الذي يجعل عملية
تدبير الماء جد معقدة وتنفيذها صعبا. ولمواجهة هذه الوضعية، كان من الضروري التوفر
على أدوات قانونية ناجعة قصد تنظيم توزيع الموارد المائية ومراقبة استعمالها وكذا
ضمان حمايتها والحفاظ عليها...
كذلك تنص المادة 1 في
الباب الأول على أن "الماء ملك عام" والباب الثالث ينظم كيفية المحافظة
على الملك العام المائي وحمايته والباب الرابع على تخطيط تهيئة الأحواض المائية
والباب السادس ينص على التدابير لمحاربة التلوث.
إجراءات الدولة
يتخذ المغرب عدة تدابير
للحد والتخفيف من المشاكل التي تهدد الماء ومن بينها الجفاف كإحداث مرصد وطني
للجفاف للمساعدة على اتخاذ القرار بهدف معالجة تأثيرات الجفاف وتلبية الحاجيات
الآنية للساكنة القروية من الماء الصالح للشرب وتزويد الأسواق بالحبوب وإغاثة
الماشية بتوريدها وتوفير الشعير ودعم المواد العلفية مع تعميم التغطية الصحية
للقطيع ودعم الدخل في العالم القروي، بتوفير فرص الشغل وإعادة جدولة ديون الفلاحين
وحماية الثروات الطبيعية والمحافظة على الثروات الغابوية. كما أحدث برنامج جديد
لمحاربة الجفاف في المغرب في 2007 يرتكز على السقي واقتصاد الماء وذلك بتمويل من
إسبانيا والمغرب ومساعدة تقنية من منظمة الأغذية والزراعة. ونظرا للتطور السريع
للطلب على الموارد المائية، لجأ المغرب لتغطية هذا الطلب إلى الاستغلال المنهجي
للمياه السطحية التي تخزنها سدود كبرى ولمواجهة هذه الوضعية حدد على المدى البعيد
إستراتيجية خاصة بمجموع القطاع وتتجلى في سن سياسة اقتصاد الموارد المائية وذلك
بإدماج السكان في شبكة التوزيع العمومية عن طريق تطبيق قانون التسعيرة المتزايدة
كما ترتكز هذه الإستراتيجية على محاولة تبني تخطيط صارم يعتمد على التتبع المنهجي
للاستهلاك وتسمح بتحسين تدابير الموارد المائية تبعا لحاجيات مختلف المستعملين.
وبسبب تعقيد تدبير الماء في المغرب الذي يتوزع بين وزارة الفلاحة ووزارة الداخلية
ومكتب الماء الصالح للشرب ووزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة وما يفاقمه من
عقبات إدارية قررت الدولة خوض تجربة الجهوية المائية التي قد تقدم حلا ناجحا لهذا
المشكل وتقلل من تحكم المركز في السياسة المائية
مشاريع الدولة
من أهم مشاريع المغرب
في حوض سوس، مشروع محطة مدينة أغادير لإنتاج الماء الصالح للشرب عبر التحلية في
2010 والتي ستبلغ قدرتها الإنتاجية 80000 متر3 ستتضاعف في غضون سنتين. وفي أفق سنة
2030، سوف يتم تنفيذ مشروع المخطط الوطني لتدبير الماء لتي تهم مدن أقاليم الجنوب
ومدينة أغادير حيث سيرتفع الطلب على ماء التحلية ليبلغ مئات آلاف الأمتار المكعبة
في سنة 2025 حسب النظرة الأفريقية وفي إطار سياسة السدود هناك عدة مشاريع حالية
تتمثل في سد آيت شواريت بسعة 270 مليون متر3 وسد دشر الوادي بسعة 400 مليون متر3
بالإضافة إلى مشروعات مستقبلية تتمثل في سد المجعرة بسعة 3800 مليون متر3 وسد ألوز
بسعة 110 مليون متر3 وسد أيوب بسعة 120 مليون متر3 وسد سمير بسعة 39 مليون
متر3. بالإضافة إلى نقل المياه الجوفية من المناطق التي تشهد وفرة مائية إلى
مناطق تعاني عجزا في المياه كجر مياه وادي سبو إلى وادي أقاون وكذلك مخططات زيادة
سعة التخزين لبعض السدود كسد إدريس الأول كما بدأ المغرب بالتسيير اللامركزي
للأحواض المائية.
0 Comments :
Post a Comment