التلفزيون ما بين دوره التربوي
واثره السلبي
يأتي الجهاز الصغير المذهل ( التلفزيون ) من اكثر بل اهم التقنيات الحديثة
انتشاراً واشدها تأثيراً على المتلقي كونه الوسيلة الاكثر شيوعاً والذي يجذب مختلف
الفئات بغض النظر عن المستوى العمري والثقافي حتى اصبح هذا الجهاز مؤسسة تربوية
مستقلة كون الانسان يقضي امامه ساعات اطول مما يقضيه في ممارسة اي نشاط ومن هنا
تأتي اهمية العلاقة التي تربط بين التلفزيون والطفل الذي يجد في هذا الجهاز ملاذاً
له بل اداة تأثير حقيقية على سلوكه وافعاله وحتى تربيته فالصور المتحركة تلفت نظره
اكثر من مئة نصيحة يسديها له الام او الاب وفي سن متقدمة في طفولته يجد في التلفاز
نافذة يطل من خلالها على العالم وتصبح وسيلة تعرف حقيقية على محيطه اضافة الى
كونها وسيلة ترفيه ومتعة ومن هنا يأتي تأثير التلفزيون الذي يأسر عقل الطفل
ويمتلكه بين يديه بل في احيان كثيرة يوجهه بطريقة غير مباشرة من خلال التأثير على
انماطه السلوكية وتكوين قناعات معينة لديه التي تأتيه من خلال برامج معينة .
هل للتلفزيون ادوار تربوية ?
نعم لا يمكننا ان ننكر الدور التربوي
والثقافي الذي يقوم به التلفاز وخاصة بعد ولادة المئات من المحطات الفضائية المختصة
بالطفل وعالمه والتي تسعى الى محاكاته بطرقها الخاصة معتمدة على جذبه وتحقيق
المتعة والترفيه له ... هذه التخمة الاعلامية افرزت منافسة حقيقية ما بين التلفاز
والمدرسة وسائر المؤسسات التربوية الاخرى لان الطفل يقضي امام التلفاز ساعات طويلة
وبالتالي يكتسب وكما اسلفنا المعلومات والعادات والافكار والاتجاهات والقيم التي
تترسخ مع مرور الزمن وذلك من خلال ما يقدمه له التلفاز من برامج وقصص وحكايات
وافلام واغان واعلانات اذن هذا الجهاز الصغير يغير في انماط السلوك فيعلم الطفل
كيف يفكر وكيف يلبس وكيف يتعامل ويتفاعل مع المحيط ويساهم بشكل او بآخر بتثقيفه
وتنمية خبراته ويأخذه في رحلات علمية ممتعة عبر الابحار في اسرار الكون .
آثار سلبية
لا يقتصر دور التلفزيون على قيامه بالدور
التربوي والتعليمي بل له الكثير من الآثار السلبية فهو يعدل نظام الاسرة فيتفاعل
الطفل مع التلفاز اكثر من اي عضو في اسرته وتحل ساعات المشاهدة مكان القيام
بالكثير من النشاطات الاسرية الاخرى وحتى مكان اللعب والقراءة في الكثير من
الاحيان وكثيراً ما يعيش الطفل في عالم الخيال فينسى الواقع ولذلك تكون المشاهدة
وسيلة هرب من الواقع الى عالم الخيال الممتع .
ومن الآثار الاخرى ان الطفل يشاهد برامج
الكبار ايضاً ويتأثر بها هذا اذا لم ننس تأثير برامج العنف التي تأتي من خلال
الصور المتحركة والافلام التي تبثها بعض القنوات فيقلد ما يشاهده من خلال تعامله
مع اخوته او رفاقه في المدرسة والتي تترسخ مع مرور الوقت لتأخذ شكل سلوك راسخ اذا
كثرت ساعات المشاهدة ولم تضبط .
آثار صحية
ولا يقتصر التأثير السلبي على انماط اسلوك
فقط بل ان كثرة المشاهدة تؤثر على صحة الطفل وخاصة في العينين والعمود الفقري اذا
ازدادت ساعات المشاهدة عن حدها الطبيعي والتي في الكثير من الاحيان تكون كذلك حيث
يعمد بعض الاهالي الى ترك جهاز التلفاز مفتوحاً طيلة اليوم دون مراقبة البرامج
التي يشاهدها اطفالهم .
دور الاسرة
حتى نحصد بشكل ايجابي الدور التربوي الذي
يقوم به التلفزيون لابد للاسرة من ان تهتم بما يشاهدها اطفالهم ويعمدوا الى تنظيم
عملية المشاهدة وساعاتها وتوجه اطفالهم الى البرامج المفيدة بل ومناقشتهم فيما
يشاهدونهم وتصحيح الفكرة الخاطئة التي يمكن ان تتكون لديهم نتيجة سوء فهم .
لابد من وجود برامج للاطفال
يجب ان تكون البرامج التلفزيونية مناسبة
للاطفال واعمارهم وان تخاطبهم بلغتهم وبمفاهيمهم وان تكون مستوحاة من عالمهم وان
تأخذ في الحسبان ان هذا الطفل له روح وعقل ووجدان وكيان ويمتلك قدرات ومواقف ولذلك
من الضروري ان نقدم له برنامجاً يحترم خصوصية هذا الطفل وملكوته العقلية حتى ينجح
البرنامج ويحقق غاياته ويقوم بالدور التربوي المطلوب منه على اكمل وجه .
0 Comments :
Post a Comment