المحور الثاني: محطات في تطور الفلسفة
النص: الفلسفة والعلم
المؤلف: برتراندر راسل
مؤلف النص:
برتراند راسل (1872 – 1970) فيلسوف وعالم رياضي انجليزي اهتم بالدراسات المنطقية والإبستمولوجية، كما اهتم بقضايا ومشكلات الفلسفة، من مؤلفاته: “مبادئ الرياضيات” و”مشكلات الفلسفة”.
إشكالية النص
ü ما هي الوظيفة التي تقوم بها الفلسفة...؟
ü ما علاقة الفلسفة بالعلم...؟
ü ماهي الوظيفة التي يؤديها الفيلسوف...؟
أطروحة النص
يبين راسل أن جميع ميادين العلم كانت مرتبطة بالفلسفة، ولكن عندما أصبحت هذه العلوم مرتكزة على أسس متينة استقلت عنها، وأصبح العلم يهتم بدراسة الأشياء والظواهر مثل: الآلات والإنسان والكواكب، بينما الفلسفة مغامرة استكشافية تهدف إلى إنارة طريق العلم وتبحث في مشكلات توجد على حدوده وتهتم بمنهجه.
مفاهيم النص
v العلم: ليس هناك تعريف واحد محدد للعلم يتفق عليه الباحثون والمختصون، ومن تلك التعاريف نجد.
العلم: هو كل منظم من المعرفة التي تتضمن الحقائق والمفاهيم والقوانين والنظريات والمبادئ.
وهذا التعريف يؤكد على الجانب المعرفي للعلم وينظر إلى العلم بكونه مادة .
العلم: عبارة عن طريقة للبحث والتفكير.
وهذا التعريف يؤكد على الطريقة العلمية في البحث في تعريف العلم وينظر إلى العلم بكونه طريقة.
العلم: هو تنظيم المعرفة والمعلومات التي تم إيجادها عن طريق البحث والتفكير وفقاً لأسس وقواعد معتمدة.
وهذا التعريف يؤكد على التكامل بين المادة (المعرفة العلمية) والطريقة (البحث العلمي) أي ينظر إلى العلم بكونه مادة وطريقة.
v التفكير التأملي: يعد من مقومات الفلسفة وهو نوع من الاستكشاف والاستطلاع.
فهم النص
1. تصبح معرفة ما علما عندما تصبح مرتكزة على أسس متينة.
2. من بين الأعمال التي يقوم بها الفيلسوف هو التفكير في مناهج العلوم، والتأمل الشمولي في القضايا المصيرية للإنسان.
3. يبدأ التفكير الفلسفي التأملي حين يصل المرء إلى مناطق الحدود ويتجاوزها وتعتبر مناطق مجهولة بالنسبة إليه.
4. الفلسفة مغامرة فكرية يستهدف من خلالها الفيلسوف البحث عن الحقيقة لذاتها وليس لأي غرض آخر.
الإطار المفاهيمي للنص:
1. يكون العلم علما عندما يرتكز على أسس متينة، والمقصود بالأسس المتينة هي احتواء العلم على موضوع معزول ومحدد من جهة، واحتوائه على مفاهيم ومناهج تجريبية من جهة أخرى.
2. والفلسفة هي التفكير في مناطق مجهولة توجد خارج أرض العلم، ويمكن تقديم مثالين على ذلك:
ü الفلسفة دراسة نقدية للمناهج العلمية.
ü الفلسفة تفكير تأملي في مسار العلم وغايته.
3. الفلسفة مغامرة استكشافية تأملية تقوم بوظيفتين رئيسيتين:
وظيفة أنطولوجية: استكشافية تتوجه إلى آفاق العلم ومقاصده بالنسبة للإنسان.
وظيفة إبستمولوجية: نقدية تتوجه إلى مسائل وقضايا منهجية في العلم.
حجاج النص:
ü أسلوب الافتراض: وربما كان في إمكاننا...
ü أسلوب التمثيل: مثلا طريقة عمل الآلة...
ü أسلوب الاستثناء: غير أن جميع الميادين...
ü أسلوب المقارنة: الفلسفة والعلم...
ü أسلوب النفي: لا يمكن القول أن عملية الاستطلاع...
ü أسلوب التعريف: الفلسفة هي نوع من المغامرة الاستكشافية...
خلاصة المحور:
إن مختلف محطات تاريخ الفلسفة (طاليس، ابن رشد، ديكارت، برتراند راسل) تجسد اللحظات التاريخية التي شهدها الفكر الفلسفي، وقد توصلنا إلى أن كل لحظة من تلك اللحظات قد عالجت وبطرقة خاصة إشكالا فلسفيا محددا وبلورت مفاهيم فلسفية خاصة.
فبالنسبة للفلسفة الإسلامية في العصر الوسيط، رأينا كيف أن ابن رشد كان في مواجهة إشكالية محددة، هي إشكالية العلاقة بين الدين والفلسفة، حيث انتهى إلى تأكيد أن لا خلاف بين الدين والفلسفة، وأن العلاقة بينهما هي علاقة اتصال وانسجام وتوافق.
وخلال الحقبة الحديثة من تاريخ أوروبا ظهر ديكارت الذي اعتبر أعظم فلاسفة عصره، وقد عالج ديكارت قضايا منهجية تتعلق بالبحث عن المنهج السليم المؤدي إلى الحقيقة، من هنا رفع ديكارت شعار الشك باعتباره منهاجا سديدا يؤدي إلى اليقين.
وفي المرحلة المعاصرة من تاريخ الفلسفة توقفنا مع برتروند راسل الذي طرح قضية العلاقة بين الفلسفة والعلم، مبينا أن الفلسفة تهتم بالبحث في مناطق المجهول، إنها استطلاع أو هي مغامرة استكشافية مطلوبة لذاتها، أما العلم فهو معرفة مرتبطة بالأهداف العملية ذات صلة بالحياة الإنسانية.
0 Comments :
Post a Comment